قصة النبي شيت للأطفال

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
قصة النبي شيت للأطفال

2753-cached.jpg



قصة النبي شيت للأطفال
يعدُّ النبي شيت -عليه السلام- من الأنبياء الذين بُعثوا في بداية الحياة الإنسانية، فهو ابن سيدنا آدم -عليه السلام-، وهو شقيق قابيل وهابيل أبناء آدم، وكان النبي شيت -عليه السلام- يصغر قابيل وهابيل سنًا، أما معنى اسمه هو الهبة أو الأُعطية التي منحها رب العالمين لأبينا آدم بعد مقتل ابنه قابيل على يد ابنه هابيل، وقد كان نبي الله شيت -عليه السلام- بارًّا لوالديه أشد البرّ، وكان هذا الأمر سببًا في تعويض والديه عن ابنهما الذي فقداه في حادثة القتل، حيث أزال وجوده شيئًا من الحزن الذي عاشه آدم وحواء بعد قتله، وقد كان نبي الله شيت -عليه السلام- واسع العلم لما أخذ عن والده بعدما علمَّهُ الله تعالى آدمَ الأسماء كُلَّها.
وعندما حضرت الوفاةُ سيّدَنا آدم -عليه السلام- أوصى سيدنا شيت -عليه السلام- بأن يقوم بتولّي أمر القوم من بعده، وأمره بأن لا يخبر أخاه قابيل بذلك لأنه كان حسودًا، وخشية على نبي الله شيت -عليه السلام- من القتل كما حدث مع أخيه هابيل من قبل، وبعد ذلك توفيت أمه حواء فحزن عليها حزنًا شديدًا، ليبدأ بعد ذلك ولاية قومه ويأمرهم بما تقتضيه تلك المرحلة من الحياة الإنسانية، حيث منع قومه من الاختلاط بقوم أخيه قابيل، واتخذ من الجبال سكنًا هو وقومه، أما أخوه قابيل ومن معه فقد سكنوا السهول، على أن لا يذهب أي أحد من أفراد القومين إلى الآخر حفاظًا على عدم الاختلاط بينهما.
وفي أحد الأيام تَسلّل أحد الرجال من قوم النبي شيت -عليه السلام- الذين كانوا يعرفون بأنهم أكثر من قوم قابيل التزامًا بأوامر الله ليرأى جمال نساء قوم قابيل اللواتي يسكنَّ في منطقة السهول، وما هم عليه أهل السهول من اللهو في بعض الأعياد الخاصة بهم، وعاد هذا الرجل بعد ذلك إلى رجالٍ من قومه وأخبرهم بما رأى، فسوّلت لهم أنفسهم الذهاب لرؤية ما رأى، فافتتنوا بنساء السهول وافتتنت نساء السهول بهم، ووقعت بينهما الفاحشة، وكانت هذه الحادثة من الزنا الأولى في تاريخ الإنسانية، وذلك بأن يأتي رجالٌ نساءً لا يحِلُّونَ لهم، ليعصوا بذلك أمر النبي شيت -عليه السلام- وأمر الله تعالى.

الدروس المستفادة من قصة النبي شيت -عليه السلام- أن الإنسان يحاول الابتعاد عن أسباب الفتنة التي قد تتسبب في قتل الناس بعضهم بعضًا، وأن عليه الالتزام بأوامر الله تعالى وعدم اتباع أهواء النفس التي تودي به إلى التهلكة، كما ينبغي على الإنسان أن يبتعد عن أسباب الزنا التي تؤدي إليه، فقد ورد في القرآن الكريم النهي عن الاقتراب منه؛ لأنه يُؤتى على مراحل لا يدركها الإنسان إلى بعد الوقوع في هذه الكبيرة العظيمة، كما يُستفاد من هذه القصة معرفة الواجب الذي يترتب على الوالدين تجاه أبنائهم من التربية الصالحة التي تقود إلى بناء الشخصية القويمة ذات الخلق الرفيع.