قصة طالوت وجالوت

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
قصة طالوت وجالوت

2646-cached.jpg


قصص الأمم السابقة

ذكر القرآن الكريم العديد من القصص التي تُعين المسلم على التفكُّر في قدرة الله تعالى على تغيير أحوال البشر من عِزة إلى ذلة، ومن ذِلة إلى عِزة، كما توضِّح القصص سبب تقدُّم الأمم وتراجعها، والسبب الأساسي في ذلك هو تقوى الله تعالى والاستعانة به في السرّاء والضرّاء، ومن قصص الأمم التي ذكرها القرآن الكريم، قصة قوم لوط وقوم ثمود وقوم عاد وقوم فرعون وبني اسرائيل، وسيتم توضيح قصة طالوت وجالوت ومضامينها في هذا المقال.
بنو إسرائيل

إسرائيل هو النبي يعقوب بن إسحق بن إبراهيم -عليهم السلام-، وذريته هم بنو إسرائيل الذين عاصروا الكثير من الأنبياء والرُّسُل، وفي تكرار ذكر قصصهم في القرآن الكريم حِكَم عظيمة، فقد فضّلهم الله تعالى على العالمين، فلما فرّطوا في آتاهم ضُرِبت عليهم الذِّلة والمسكنة وغضِب الله عليهم، وجعل منهم القِردة والخنازير، وفي ذلك عِبرة للأمم بأن الله تعالى لا يفضل أمة عن غيرها بسبب النسب، بل إن ميزان الفضل عند الله هو اتّباعه واتّباع أنبياءه -عليهم السلام-. 1)
قصة طالوت وجالوت

وردت قصة بني إسرائيل في كثيرٍ من مواضع القرآن الكريم، فقد مرّ على بني إسرائيل العديد من الأنبياء والرُّسُل، منهم من ذكر لنا الله تعالى أسماءهم ومنهم من لم يذكر، وفي زمن نبيٍ لهم لم يذكر الله تعالى لنا اسمه، حدثت قصة طالوت وجالوت، فقد كان بني إسرائيل يمرّون في مرحلة من الهزيمة والاضطهاد أمام أعدائهم؛ وذلك بسبب فقدانهم للتابوت الذي فيه بيقية مما ترك آل موسى وهارون -عليهما السلام-، وقيل هي الألواح التي أنزلها الله على موسى -عليه السلام- وعصاه، وقد كانوا يأخذونه معهم الى المعارك لتحلّ عليهم السكينة ويحققون النصر، لكن عندما سُرق منهم ساءت حالهم وأصبحوا مشرّدين، فطلبوا من نبيهم أن يطلب من الله تعالى أن يبعث لهم ملكًا يقاتلون معه ليخرجهم مما هم فيه. 2)
وعد بنو إسرائيل نبيهم أن يقاتلو في سبيل الله، وتوقعوا أن يعيّن الله ملكًا من وجهائهم ليقودهم، لكنهم فوجئوا عندما عيّن الله تعالى طالوت ملكًا عليهم، واستنكروا ان يقودهم رجل فقير ليس من بيت الملك، فقال لهم نبيهم بل هو من عند الله وقد أنعم الله عليه بالحكمة وقوة الجسد، وأن دليل ملكة أن تأتي الملائكة بالتابوت الذي فقدوه، وكان ذلك دليلًا على أن طالوت ملكًا من عند الله، فوافق القوم على مُلكه مُكرَهين.

خرج الجميع إلى الحرب خلف ملكهم الجديد، فأراد الله أن يختبر إيمان المقاتلين، فقال طالوت للمقاتلين إنهم سيجدون نهرًا في طريقهم فمن شربه منه لمجرد التذوق قد نجح في الاختبار وسيتابع مسيره للحرب، ومَن شرب حتى الارتواء قد خسر وطُرد من الجيش، فشَرب أكثرهم ولم يتحملوا العطش وبقي معه قِلة من المؤمنين، وبعدها حصل اختبار الايمان الثاني عندما وصلوا إلى موقع المعركة ورأوا أعداد جيش جالوت الكافر، فتخلّف أكثر الجنود عن الحرب بسبب خوفهم، وتابع من آمن بأن النصر من عند الله تعالى وقد كانوا الأقلية، فالتقى الجيشان وقتل داوود -عليه السلام- جالوت بالمقلاع وانتصر جيش طالوت، وقد كان داوود -عليه السلام- غلامًا صغيرًا في ذلك الوقت. 3)
مضامين قصة طالوت وجالوت

تحمل قصة طالوت وجالوت دروس عظيمة لكل الأمم، وذكر الله تعالى تفاصيل القصة ابتداءً من حال بني إسرائيل إلى اختيار طالوت والخروج إلى الحرب حتى الوصول إلى النصر ليتم الأخذ بالعِبَر الآتية: 4)

  • عدم الاستسلام للظلم، ومواجهة الظالمين.
  • الأخذ بالأسباب والإيمان بنصر الله تعالى يغلب الفرق في العدد والقوة.
  • أن قوة الإنسان تكون في العِلم والإيمان وليس المال والجاه .
  • أن الله هو واهب الخير والمُلك لمن يشاء.
  • الدعاء هو من أهم أسباب الثبات والنصر.
  • الصبر عند الشدائد والثقة بقضاء الله تعالى.
  • التشابه بين معركة طالوت وجالوت وغزوة بدر بين المسلمين والكفار.
مواضع ذكر طالوت وجالوت في القرآن

وردت قصة طالوت وجالوت في القرآن الكريم بالتفصيل في سورة البقرة فقط في هذه الآيات من سورة البقرة: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٤٨﴾فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّـهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٢٤٩﴾ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٥٠﴾ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّـهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴿٢٥١﴾ تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٥٢﴾”. 5)​