تعريف وانواع الاشتقاق في اللغة العربية

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
الاشتقاق في اللغة العربية

2859-cached.jpg


تعريف الاشتقاق لغة واصطلاحًا
يعدُّ موضوع الاشتقاق “Etymologie” في اللغة العربية من الموضوعات المهمّة التي حظيت باهتمام المختصين والباحثين لأنه من وسائل نمو اللغة، فنال اهتمام علماء اللغة الأقدمين والمحدثين فنجده في كتب اللغة العربية التي شرفها الله -عز وجلّ-، وهو فرع من فروع علم اللغة التي تدرس المفردات، ويعرف في اللغة بأنه: “مصدر اشتق الشيء، إذا أخذ شقه أي نصفه، ويقال شقف الكلام إذا اخرجه احسن مخرج”، أما في الاصطلاح فيعرف بأنه: أخذ لفظة من لفظة مع المحافظة على ما بين اللفظتين من وشائج قربى تتعلق بالحروف الأصل، فهو بهذه الصورة وسيلة رائعة تنمو عن طريقها اللغات، ويزداد ثراؤها في المفردات، فتتمكن به من التعبير عن الجديد والمستحدث من وسائل الحياة، وسيوضح هذا المقال أنواع الاشتقاق.

أنواع الاشتقاق
كانت دراسة علماء العربية القدامى للاشتقاق تدور حول الاشتقاق الصرفي واللغوي، فكل جهودهم في هذا المضمار ترتكز حول تتبع المادة وجميع ما تصرف عنها للكشف عن العلاقة بين معانيها، يقول ابن السراج في أهميته:” أنه به اتسع الكلام وتسلط على القوافي والسجع في الخطب وتصرف في دقيق المعاني”، فمادة “ض ر ب” يصاغ منها المضارع والأمر واسم المفعول وصيغة المبالغة، وما إلى ذلك ما يسمى بالمشتقات القياسية أو الصرفية، كذلك يشتق منه الضرب والاضراب ونحوهما مما يسمى بالاشتقاق اللغوي، وقد كانت دائرته حتى النصف الأخير من القرن الرابع لا تتعدى الكلمات المتناسبة في اللفظ والمعنى وترتيب الحروف، وقد اضاف ابن جنّي بابًا آخر يشمل الكلمات المشتقة من تقاليب اللفظة الواحدة مفترضًا أن تكون هذه الكلمات مشتركة في معنى عام فأصبحت أنواعه ثلاثة، ثم أضاف إليها بعض الصرفيين نوعا رابعآ وهو النحت أو الاشتقاق الكبّار، فأصبح يعرف بأربعة أنواع مختلفة كما جاء في البحر المحيط: الأصغر والكبير والأكبر والكبار.

الاشتقاق الأصغر
يُعرف بأنه أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما في المعنى والمادّة أو ما كان فيه تناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في اللفظ والمعنى وترتيب الحروف، نقول : ضارب من ضرب مضرب ومضراب وضريب وضروب، وذهب يذهب ذاهب، ويسمى بالعام أو الصرفي؛ لأنه الذي تتصرف الألفاظ عن طريقه ويشتق بعضها من بعض.

الاشتقاق الكبير
بأن يكون بين الكلمتين اتفاق في حروف المادة الأصلية ولا يشترط فيه الترتيب في الحروف ولا تناسبها في المعنى، نقول جذب وجبذ ومدح وحمد، ويعرف أيضا بالقلب وقال بهذا الرأي ابن جني في كتابه الخصائص حيث يرى أن لِتقاليب حروف المادة الواحدة معنى جامعًا يسري في كلّ ما يتصرّف منها، وهو ليس قياسيًّا. 3)

الاشتقاق الأكبر
هو حسب ما عرّفه ابن جني أن تأخذ أصٌلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستّة معنى واحدٌا تجمع التراكيب الستة وإن تباعد شيء من ذلك ردّ بلطف الصنعة والتأويل له، وقد ضرب عليه أمثلة كثيرة، منها: تقليب “ج ب ر”: جبرت والجبر ومجرب والجراب والبرج ورجبت، وصهل وزأر وسعل وغيرها من الألفاظ التي أوردها الذين يقولون بالثنائية المعجمية، وفيه نحصل على تنوعات من الجذور من خلال تغيير أحد الصوامت، ويُسمّى اللغوي، ويمكن أن نلجأ لهذا النوع في المصطلحات العلمية مثل التأريف والتأريث.

الاشتقاق الكبار
يُعرفُ بأن تعمد إلى كلمتين أو جملة فتنزع من مجموع حروف كلماتها كلمة فذة تدل على ما كانت تدل عليه الجملة نفسها، ويعرف هذا النوع بالنحت، ويرجعُ سببُ نشوء بعض المنحوتات في اللغة إلى أنّ المتكلم قد يعسر عليه الفصل بين كلمتين وردتا إلى ذهنه دفعة واحدة، وتكون النتيجة لهذا التداخل هو كلمة جديدة، نقول بسمل إذا قال: بسم الله الرحمن الرحيم، وعَبْشَمِيّ لعبد شمس ومرقسي لامرئ القيس، وذهبَ ابن فارس إلى أن أكثر الألفاظ الرباعية والخماسية فيها المنحوت وفيها الموضوع، وله أربعة أنواع هي: النحت الفعليّ والوصفيّ والاسميّ والسببيّ.

شروط الاشتقاق
لا بدّ لكلّ مشتق اسمًا كان أو فعلٌا من شروط حتّى يكون هذا الاشتقاق صحيحٌا، وهي ثلاثة شروط أساسيّة، أولها أن يكون المشتق فرعًا ومأخوذًا من لفظ آخر وهو أصل للمشتقّ، ولو كان أصلًا في الوضع غير مأخوذ من غيره لم يكن مشتقًا، وثانيها أن يناسب المشتق الأصل في الحروف؛ إذ إنّ الأصالة والفرعيّة باعتبار الأخذ لا تتحققان دون التناسب بينهما، والمعتبر المناسبة في جميع الحروف الأصلية؛ فإن الإستباق من السبق مثلًا يناسب الاستعجال من العجل، في حروفه الزائدة، والمعنى ليس مشتقًّا منه بل من السبق، أمّا الشرط الثالث ويعد من أهم الشروط السابقة وهو المناسبة في المعنى سواء لم يتفقا فيه أم اتفقا، وذلك الاتفاق بأن يكونَ في المشتق معنى الأصل، إما مع زيادة كالضرب فهو للحديث المخصوص والضارب لذاك الحدث، وإما دون زيادة سواء كان هناك نقصان كما في اشتقاق الضرب من ضَرَبَ، أم كانا متّحديْن في المعنى كالمقتل مصدر من قَتَلَ.