قصة أبو لهب مسرده للفوائد والتعليم للاطفال

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
قصة أبو لهب للأطفال

2809-cached.jpg



قصة أبو لهب للأطفال
قصَّة أبي لهب من القصص التي ورد ذكرُها في كتاب الله تعالى بشكلٍ مختَصر، فقد ذكر الله تعالى قصة أبي لهب حتَّى تكون عبرةً للمسلمين وحتَّى يستلهموا منها الفوائد والتعاليم التي تفيدهم في الدنيا والآخرة، أما أبو لهب فهو عبد العزَّى بن عبد المطَّلب عمُّ رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم- ويكنَّى أبا عتبة لكنَّ والدَه عبد المطلب لقَّبه بأبي لهب لوسامته وإشراق وجهه، وهو الأخ غير الشقيق لعبد الله بن عبد المطلب والد رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
كان أوَّل من جهرَ بعداوتِه للإسلام وللدعوة التي جاء بها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، فعندما صعدَ الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- على جبل الصفا في مكة المكرمة وصار ينادي على قومه حتَّى اجتمعوا إليه، وكان من بينهم أبو لهب فقال لهم رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-: “أرأيتَكمْ لو أخبرتُكم أنَّ خيلاً بالوادي تريد أن تغِير عليكم أكُنتم مُصدِّقيَّ؟”، قالوا: نعم، ما جرَّبْنا عليْك إلا صدْقًا. قال: “فإنّي نذيرٌ لكم بين يديْ عذابٍ شديدٍ”، أي جمعتُكم لأنذرَكم عذاب الله تعالى لتؤمنوا بالله وبدينه الصحيح وهو الإسلام، عند ذلك كان أبو لهب أوَّل من ردَّ على دعوة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- فقال: تبًّا لكَ سائرَ اليوم، ألهذا جمعتنا؟، أي هلَكَتَ يا محمَّد هل جمعتنا لهذه الأكاذيب!، وكان أبو لهب يقصد الاستخفاف وتكذيب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإنكار الدعوة التي جاء بها.
وقد مارسَ أبو لهب شتَّى أنواع الإيذاء والإساءة للرسول -صلَّى الله عليه وسلم-، وكان يحاول دائمًا أن يصدَّ الناس عن الدخول في الإسلام، وكانت زوجته أم جميل تسانده في إيذائه وفي إساءته وترمي الحطب والشوك في طريق الرسول حتى تدمي قدميه، وعندما كان رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقولُ للنَّاس: “قولوا لا إله إلا اللهُ تُفلِحوا، قولوا لا إله إلا الله تَملكوا بها العربَ والعجمَ، إنِّي رسولُ الله إليكم جميعًا”، وكان عمُّه أبو لهب يَسير خلْفَه، ويقول: لا تُصدِّقوه فإنَّهُ كذَّابٌ، لا تصدِّقوه فإنَّه ساحر. فيعجَبُ النَّاس ويقولُون: مَن هذَا؟ فيقُول أهل مكَّةَ: هذا محمَّد بنُ عبدالله يزعمُ أنَّ الله أرسَله، والرَّجل الذي خلفَه عمُّه أبو لهب، فكانَ النَّاس يقولون: “عمُّه أعلَم به”؛ أيْ: إذا قالَ عمُّه: إنَّه كذَّاب فهو كذلِك، وإذا قالَ: إنَّه ساحرٌ فهو كذلك. وإنَّما كان هذا التصرُّف من أبي لهب لشدَّة عدائه للرسول -صلَّى الله عليه وسلم-.

وقد أنزل الله -سبحانه وتعالى- فيما بعد على نبيِّه محمد -صلَّى الله عليه وسلم- في كتابه العزيز سورة المسد التي ذكر فيها قصة أبي لهب وزوجته، وتوعدهما الله تعالى بهلاكٍ أكيدٍ، وبعذابٍ شديدٍ، قال تعالى: “تبَّتْ يدَا أبِي لهَبٍ وتَبَّ * ما أَغنَى عنهُ مالُهُ ومَا كسَبَ * سيصْلَى نارًا ذاتَ لَهبٍ * وامرَأَتُهُ حمَّالةَ الحَطبِ * في جيدِهَا حَبلٌ منْ مَسدٍ” 1)، وهذا تأكيد على أنَّه سيموت على كفرِه ويحشر في نار جهنَّم.
وفي هذه القصة الكثير من العبر المستفادة للمسلمين، حيث يؤكد الله تعالى على هلاك من يؤذي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- ويؤكدُ على تحريم إيذاء المؤمنين، وأن الجزاء من جنس العمل ولا يفيدُ المرءَ لا مالٌ ولا جاهٌ فالعملُ الصالحُ وحدَه هو الذي يُنجي الإنسان يوم القيامة، فقد أهلك الله تعالى أبا لهب على كفره بداءٍ شبيه بالطاعون وجزاؤه جهنَّم خالدًا فيها، وفيها دروس عن الصبر عندما صبرَ رسول الله على أذى عمِّه وزوجته، والله تعالى أعلم​