قصة سد مأرب للأطفال

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
قصة سد مأرب للأطفال

2913-cached.jpg



قصة سد مأرب للأطفال

وردتْ إلماحاتٌ عن قصة سد مأرب في القرآن الكريم على أنه ذلك السد الذي بناه قوم سبأ في اليمن، قال تعالى في محكم التنزيل: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ* فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} 1)، وتعد مملكة سبأ من أعظم الممالك التي قامت في تاريخ الإنسانية، كما يعد هذا السد من أعظم الإنجازات المعمارية التي تمخضت عن وجود هذه المملكة في اليمن، ليكون هذا السد بعد ذلك أحد أهم المعالم التراثية والسياحية فيها.
أما قصة سد مأرب فهي من القصص التاريخية التي أخذت طابعًا رمزيًا تم إسقاطه على العديد من الأحداث في الحياة الإنسانية اللاحقة للفترة الزمنية التي قامت فيها حضارة سبأ، وكان هذا السد قد بني لغاية جمع المياه بين جبلين عظيمين في إحدى المناطق اليمنية، وكانت عملية إنشائه تهدف إلى تخزين كميات المياه بغرض الاحتفاظ بها إلى بقية أوقات العام التي تقل فيها كمية الأمطار، وكان معظم أفراد قوم سبأ يعملون في الزراعة، وبعد بناء هذا السد أصبح المزارعون يعتمدون عليه بشكل كبير في عملية ري المزروعات، وانعكس هذا الأمر على إنتاجية الأراضي الزراعية، فأصبحت تحتوي على جنات عظيمة تم وصفها في الآيات الكريمة أعلاه.
وكان الله -سبحانه وتعالى- قد أنعم على قوم سبأ بهذه الجنات التي فيها من كل الثمرات لأنّهم استقاموا على طريق الحق، واستجابوا لأوامر الله تعالى، وبعد فترة من الزمن بدأ قوم سبأ بالابتعاد عن طريق الحق، والإعراض عن أوامره، بل وصل بهم الأمر إلى الإشراك بالله تعالى وعبادة الشمس من دونه، وبعد أن تمادى قوم سبأ في معصيتهم لله -سبحانه وتعالى- سلط الله عليهم جندًا من جنوده أدى إلى هلاكهم، وكان ذلك بأن بدأت بعض القوارض بإحداث ثقوب أسفل السد، فبدأت المياه تتسرب من السد شيئًا فشيئًا، ولم يستطع قوم سبأ أن يثنوا هذه القوراض عن الاستمرار في النخر وإحداث المزيد من الثقوب فيه، وفي أحد الأيام إنهار سد مأرب بشكل كاملٍ وهذا أدى إلى اندفاع الماء بكميات هائلة عبره لتهلك الجنات العظام التي كانت لقوم سبأ، وأصاب القومَ الغرقُ، وأصبحت الجنات خاوية على عروشها بأمر الله تعالى.

الدروس المستفادة من قصة سد مأرب أن يسعى الإنسان إلى تطوير ذاته من خلال البحث عن طرق جديدة تؤدي إلى تسهيل نظام الحياة التي يعيشها، فبناء السد الكبير أسهم في إعمار هذه الحضارة الإنسانية العظيمة بتوفير الماء لهم في أي وقت، كما يُستفاد من هذه القصة أن الابتعاد عن أوامر الله تعالى سبب في هلاك الناس، فمعصية الله -عز وجل- تجلب غضبه، كما أن طاعة الله في أوامره واجتناب ما نهى الله عنه سبب في توسيع الرزق وزيادة الخيرات وحصول البركة.