الأخطل الصغير هو الشاعر اللبنانيّ بشارة عبد الله الخوري (بشارة الخوري )

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
الشاعر بشارة الخوري

3027-cached.jpg

من هو الأخطل
إنَّ الأخطل الصغير هو الشاعر اللبنانيّ بشارة عبد الله الخوري، وُلدَ الأخطل الصغير في بيروت عام 1885م وتُوفِّيَ فيها عام 1968م، وقيلَ عنه الأخطل الصغير نسبةً إلى الأخطل الكبير والذي هو الشاعر الأموي غيّاث بن غوث التّغلبي، وقد عُرف الشاعر اللبناني الأخطل الصغير بشاعريّته العالية وشعرِه الغنائي الذي دفع المغنين للغناء له، وقد لُقِّبَ الأخطل الصغير أيضًا بأنَّه شاعر الصَّبا والجمال، وهذا المقال سيتناول الشاعر اللبناني بشارة الخوري أو المُسمَّى بالأخطل الصغير من جوانب عدَّة.

الشاعر بشارة الخوري
هو الشاعر اللبناني بشارة عبد الله الخوري، المُلقَّب بالأخطل الصغير، وله ألقاب أخرى أيضًا فقِيلَ هو “شاعر الحب والهوى” وقيلَ هو “شاعر الصبا والجمال”، ويرجع سبب تسميته بالأخطل إلى الشاعر الأموي الأخطل التغلبي، وُلِدَ بشارة الخوري في بيروت عام 1885م ودرس في أوائل حياته في الكُتَّاب الذي كان مشهورًا أيام وجود العثمانيين في البلاد العربية، ثمَّ تابع الشاعر دراسته في مدرسة الحكمة ومدرسة الفرير ومدارس أخرى، وقدْ اشتهر الشاعر بشارة الخوري بشعره الغنائي الذي أجبر كثير من المغنين بالغناء له، أمثال: فيروز ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ووديع الصافي وغيرهم، وجدير بالذكر في هذا المقام أنَّ بشارة الخوري هو الشاعر الذي بايعه الشعراء أميرًا للشعر بعد أحمد شوقي كما بايعوا عباس محمود العقاد، ولم يزل الشاعر الأخطل الصغير خالدًا في قصائده التي حوّلها عظماء الطرب العربي في القرن الماضي إلى أغانٍ خالدة في مسامع المحبِّين، مثل أغنية: “جفنه علم الغزل” و “الهوى الشباب” و “يا ورد مين يشتريك” لمحمد عبد الوهاب، وأغنية “يبكي ويضحك” لفيروز، وقد تُوفِّي بشارة حيث وُلِد في بيروت عام 1968م تاركًا واءه نتاجًا شعريًّا خالدًا في ذاكرة الأدب العربي.

إنجازات بشارة الخوري
لأنَّ اهتمام الشاعر اللبناني الشهير الأخطل الصغير كان أدبيًّا شعريًّا، فقد اهتم بكلِّ ما يتعلّق بالأدب اهتمامًا كبيرًا في حياته، فقد أنشأ في عام 1908م جريدة البرق التي استمرّت حتّى عام 1933م واُغلقتْ على يد السلطات الفرنسية، وكانَ بشارة الخوري شاعرًا من الشعراء الذين يذودون بأقلامهم عن شرف أمتهم، فوقف بقلمهم وشعره في وجه الاستعمار والصهيونية، فحارب باللغة كما حارب غيره بالرصاصة والبندقية، وأمَّا فيما يتعلّق بإنجازاته الشعرية، فقد امتاز شعرُهُ بالأصالة العربية التي يشي بها أسلوبه الأدبي وقوة السبك وأناقة عباراته وصوره التي تعكس عصور الشعر المضيئة في تاريخ الأدب العربي، كما تأثر الأخطل الصغير بالحركات التجديدية المعاصرة في الشعر العربي التي انتشرت في القرن الماضي، فلان أسلوبه ورقّت كلماته وأصبح شعره غنائيًّا، أغرى به المغنين والملحنين، وقد صدرت له مجموعة من الدواوين الشعرية، كان أبرزها:

  • ديوان الهوى والشباب، والذي صدر له عام 1953م.
  • ديوان شعر الأخطل الصغير، والذي صدر له أيضًا عام 1961م.
وقد كُرِّمَ الأخطل في بيروت والقاهرة بعد أو اشتهر وانتشر اسمه في البلاد العربية، وأُطلِقَ عليه لقب أمير الشعراء في بيروت عام 1961م في قاعة الأونيسكو أثناء حفل تكريم كبير، وقد اشتهرتْ له كما وردَ سابقًا- كثير من الأغاني التي أبدعها محمد عبد الوهاب وأسمهان وفيروز ووديع الصافي وغيرهم

قصائد بشارة الخوري
بعد الحديث عن الشاعر اللبناني بشارة الخوري، والذي اشتهر باسم الأخطل الصغير، لا بدَّ من المرور على أهم قصائده الشعرية التي انتشرت في البلاد العربية انتشارًا واسعًا، ومما قال الشاعر بشارة الخوري من شعر:

  • قال الشاعر الأخطل قصيدة من القصائد التي غنَّتها فيروز، والتي عنوانها “يا عاقد الحاجبين”:
يـا عاقدَ الـحاجبينِ على الجبينِ اللجينِ
إنْ كنتَ تقصدُ قتلي قـتلتني مـرتينِ
مـاذا يـريبك مني ومـاهممت بـشينِ
أصُـفرةٌ في جبيني أم رعشةٌ في اليدينِ
تَـمرُّ قـفزَ غزالٍ بينَ الرصيفِ وبيني
وما نصبت شباكِي ولا أذنتُ لـعيني
تـبدو كأنْ لاتراني ومـلءُ عينكِ عيني
ومـثلُ فعلِكَ فعلِي ويلي من الأحمقينِ
مولاي لم تبقِ منِّي حـيًّـا سوى رمقينِ
صبرتُ حتَّى براني وجدي وقرب حيني
ستُحرمُ الشعرَ منِّ وليس هـذا بهينِ
أخاف تدعو القوافي عليكَ في المشرقينِ

  • ويقول الشاعر الأخطل في قصيدة أخرى بعنوان “يا جهادًا صفَّقَ المجد له”:
يا جهادًا صَفَّقَ المجد له: لبس الغار عليه الأرجوانا
سائلِ العلياءَ عنا والزمانا هل خفرنا ذمَّةً مُذْ عرفانا
المروءاتُ التي عاشت بنا لم تزل تجري سعيرًا في دِمانا

قل (لجونْ بولٍ)* إذا عاتبتَهُ سوف تدعونا ولكنْ لا ترانا
قد شفينا غلّة في صدرهِ وعطشنا، فانظروا ماذا سقانا
يوم نادانا فلبّينا النِدا وتركنا نُهيَةَ الدين ورانا
ضجَّت الصحراء تشكو عُرْيَها فكسوناها زئيرًا ودُخانا
مذ سقيناها العُلا من دمِنا أيقنت أن مَعَدًّا قد نمانا

  • ويقول بشارة الخوري في قصيدة عنوانها “إنِّي مت بعدك”:
عش أنتَ إنِّي متُّ بعدَكْ وأطلْ إلى ماشئتَ صدَّكْ
كانت بقايا للغرامِ بمهجتي فختمت بعدَكْ
مـا كان ضرَّكَ لو عدلتَ أمـا رأت عيناك قدَّكْ
وجـعلت من جفني متكأً ومـن عـيني مـهدَكْ
ورفعتَ بي عرش الهوى ورفعت فوق العرش بندَكْ
وأعـدت للشعراء سيدهم ولـلـعـشاق عـبـدَكْ
أغـضاضه يا روض إن أنا شاقني فشممت وردَكْ
أنقى من الفجر الضحوكِ فـهل أعرْتَ الفجرَ خدَّكْ
وأرقُّ مـن طبعِ النسيمِ فـهلْ خلعتَ عليه بردَكْ
وألـذُّ مـن كأسِ النديمِ فهلْ أبحتَ الكأسَ شَهْدَكْ
وحياة عينك وهي عند مـثلما الإيـمانُ عندَكْ
مـا قلبُ أمِّكَ إنْ تفارِقُها ولــم تـبـلغْ أشـدَّكْ
فـهوتْ عليكَ بصدرها يـومَ الـفراقِ لتستردَّكْ
بـأشد مـن خفقان قلبي يـوم قيلَ: خفرتَ عهدَكْ