قصة صاحب الجنتين للأطفال

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
قصة صاحب الجنتين للأطفال

2758-cached.jpg



قصة صاحب الجنتين للأطفال
تعدُّ قصة صاحب الجنتين من القصص التي ورد ذكرها في كتاب الله تعالى لبيان أخبار الأمم السابقة، وإعطاء العديد من الدروس والعبر للمسلمين؛ فالقرآن الكريم هو مصدر التشريع، ومنه يستنبط المسلمون الأحكام الشرعية المتعلقة بأمور دينهم، كما يستفيدون من جميع القصص القرآنية سواء كانت لأنبياء الله تعالى وما عانوه مع الأقوام الذين أُرسلوا إليهم، أو من خلال قصص الأمم السابقة، وقد شكلت قصص القرآن الكريم أحد أهم مصادر التأريخ الإسلامي، فقد ذَكَرت أحداثًا تفصيلية لم تُكتبْ في العديد من كتب التاريخ الإنساني، وقد وردت هذه القصة في سورة الكهف التي جُعلت سنّة للمسلمين يتلونها يوم الجمعة.
وتتناول قصة صاحب الجنتين بعض الأحداث التي تقع مع رجلين أحدهما آتاهُ الله جنتين عظيمتين فيهما من كل الثمرات، وكان مظهر الجنتين مُبهرًا من خلال وجود أشجار العنب والنخيل بالإضافة إلى وجود نهر عظيم يجري خلالها، وكانت هاتان الجنتان تنبتان لهذا الرجل أصناف الثمار كافّة، أمّا الرجل الآخر فقد كان فقيرًا جدًّا، ولم يكن يملك إلا مالًا قليلًا بالكاد يكفي كي يستطيع قضاء حاجات اليومية، وإنفاق المال الضئيل الذي يملكه على الطعام والشراب، وكان هذا الرجل الفقير مؤمنًا بالله تعالى، راضيًا بما قسم الله تعالى له من الرزق.
وفي أحد الأيام التقى الرجل الفقير مع صاحب الجنتين، فبدأ صاحبهما بالتكبر على الرجل الفقير، والافتخار بما لديه من الجنات والنعيم والثمار، كما قام بمعايرة الرجل الفقير، ومقارنة ما يملك من أموال وجنات بما يملك الرجل الفقير، وبعد ذلك دخل إلى جنتيه متكبرًا، وتعدَّى الأمر إلى حجود صاحب الجنتين بالله تعالى، ونكران قيام الساعة، وهنا بدأ الرجل الفقير بتذكير الرجل الغني بالله تعالى، وحذره من عواقب الكفر برب الأرض والسماء، وبيّن له أن رزق الإنسان بيد الله تعالى وأن الله قادر على كل شيء، فلم يعره صاحب الجنتين أي اهتمام ولم يستجب إلى نصائحه، وكان نتيجة ذلك أن أرسل الله سبحانه وتعالى على الجنتين صاعقة فأصبحتا حصيدًا خامدًا، وأصبح صاحبها يقلب كفيه حسرة على ما أنفق فيهما،وأصبحت جنتاهُ خاويتين، وأدرك أن تكبره على الله كان سببًا في ذلك.

الدروس والعبر المستفادة من هذه القصة أن الأرزاق بيد الله تعالى، فهو المعطى وهو المانع، ففي بعض الأحيان يبسط الله الزرق لبعض عبادة ويقْتُرُهُ على بعضهم، وفي هذا ابتلاء لصبر الفقير على صعوبة الحال وقلة والمال، وللغني لاختباره كيف ينفق هذا المال الذي يرزقه الله إياه، وكيف يستخدمه في نصره دين الله ومساعدة الفقراء، كما يُستفاد من هذه القصة أن شكر النَّعَمَ يزيدها ويجعلُ البركةَ تحِلُّ فيها، أما حجود النعم ونكران فضل الله تعالى في وهْبِها للإنسان فإنه يؤدي إلى زوالها.