مفهوم الاستثناء المفرغ

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
مفهوم الاستثناء المفرغ

2757-cached.jpg


الأساليب اللغوية
هي مجموعةُ القواعد أو الصياغات اللغوية التي يتألف منها علم النحو، وهي عبارة عن قواعد مختلفة عن بعضها تردُ في الكلام بوظائف مختلفة أيضًا، وتُعرب بطرق مختلفة، ولعلَّ أهم الأساليب اللغوية في اللغة العربية هي: النداء، الشرط، الاستفهام، التعجب، وغير ذلك من الأساليب اللغوية الكثيرة التي تقوم اللغة عليها، لذلك كان لا بدَّ لكلِّ مهتمٍّ بهذه اللغة أن يكون على درايةٍ بكلِّ أساليبها وخفاياها، وهذا المقال سيسلط الضوء على الاستثناء في اللغة العربية وأركانه وأدواته وأساليبه.

الاستثناء في اللغة العربية

يمكنُ تعريف الاستثناء لغةً واصطلاحًا، فأمّا لغة فيُقال استثنيتُ فلانًا وفلانًا، أي أخرجتهم من الحصر أو العدِّ الذي أقوم به، مثال: صافحت التلاميذ واستثنيتُ أحمدَ، وأمَّا في الاصطلاح فقد عرّفَهُ النحويون على أنَّه إخراج بعض من كلٍّ، أي استثناء بعض من عام باستخدام أداة خاصّة وهي “إلَّا” أو ما ينوب عنها ولولاها لاشتركَ هذا المُراد إخراجُهُ في الحكم مع العام المُخرج منه، وبالتفصيل في هذا الأسلوب اللغوي يكون الآتي:

أركان الاستثناء

هي العناصر التي يتألف منها والتي لا يكونُ إلّا بها، وهي ثلاثة:

  • المُستثنى: وهو الذي يتم استثناؤه من العام، نحو: جاء الطلاب إلَّا محمد، ومحمد هنا هو المستثنى من الطلاب.
  • المُستثنى منه: وهو الكلُّ الذي يتم استثناء المُستثنى منه، مثل: سهر الأصدقاء إلّا خالد، والمُستثنى منه هنا الأصدقاء الذي استُثنِيَ منهم خالد وهو المُستثنى.
  • أداة الاستثناء: وهي الأداة التي تقوم باستثناء المُستثنى من المُستثنى منه، وهذه الأدوات كثيرة، مثل: إلَّا، غير، سوى، خلا، ما عدا.


أدوات الاستثناء
هي الأدوات التي تستخدم لإخراج ما بعدها من حكم ما قبلها، وتأتي هذه الأدوات على ثلاثة أشكال وهي:

  • الأول: ما كانً حرفًا مثل: “إلا، خلا، عدا، حاشا”، وهذا باتِّفاق النُّحاة على الصحيح، ومنهم من يجعلها أفعالا، ولكنَّ الأصحَّ أنّها حروف وليست أفعال.
  • الثاني: ما كان اسمًا بالاتِّفاق، وهما اثنان: “غير، سوى”.
  • الثالث: ما كان فعلًا عند أكثر النحاة وهما اثنان “ليس، لا يكون”.
ومن الجدير بالذكر أنّه توجد أداة استثناء أخرى وهي “لا سيَّما”؛ وهي مركبة من لا النافية للجنس، وسيَّ بمعنى مثال وهو اسمها، وخبرها محذوف وجوبًا تقديرُه موجود.

أساليب الاستثناء

هناكَ ثلاثة أساليب أساسية للاستثناء، وهذه الأساليب تختلف من حيث علامة الإعراب، ومن حيث طريقة الصياغة، وهي:

  • استثناء تام: أن يكون الكلام تامًّا وغير منفيٍّ؛ ومعنى التَّام ما يذكر فيه المستثنى والمستثنى منه، وأنْ يكونَ موجبًا: يعني لم يتقدمْهُ نفيٌ، ومثال ذلك: قام القوم إلا زيدًا.
  • استثناء تام منفي: أن يكون الكلام تامًّا منفيًّا، وهو ما كان في أولهِ نفيُّ أو ما يشبه النفي.
  • استثناء ناقص منفي: أن يكون الكلام غير تام ومنفيًّا في الوقت نفسه، وغير تام يعني أنَّه لم يُذكرْ فيه المُستثنى منه، ومنفيّ يعني أنَّه قَد سُبِقَ بنفيّ.


الاستثناء المفرغ
وهو الاستثناء الناقص المنفي نفسه، ويكون هذا النوع عندما يجيء الكلام منفيًّا وغير تام، والقصد أن يجيء مسبوقًا بأداة نهي او نفي، ويكون خاليًا من المُستثنى منه، يحضر في جملته: أداة النفي والأداة والمُستثنى، وهو يُسمّى بالمفرغ لأنه فرغ من المستثنى منه، وهو أسلوب يفيد الحصر وتعرب فيه الأداة أداة استثناء ملغاة، ومثاله، “ما ركضَ إلّا إبراهيم”، وفي هذا المثال جاء الكلام منفيًّا وغير تام، لأنّه سُبق بأداة نفي وهي ما، وفرغ من المستثنى منه، ويكون الإعراب على الشكل الآتي:

  • ما ركضَ إلَّا إبراهيم

  1. ما: أداة نفي.
  2. ركض: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخرِهِ.
  3. إلَّا: أداة استثناء ملغاة
  4. إبراهيم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخرهِ.

  • ما ربحَ إلّا متسابقٌ

  1. ما: أداة نفي.
  2. ربحَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخرِهِ.
  3. إلَّا: أداة استثناء ملغاة
  4. متسابقٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخرهِ.
والخلاصة تُعرب إلّا في هذا النوع أداة حصر، وما بعدها يُعرب حسب موقعه في الجملة.​