حكم لعبة الشيش

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
حكم لعبة الشيش

2765-cached.jpg



اللعب في الإسلام
الترويح عن النفس من الأمور التي عُني بها الدين الإسلامي الذي جاء مراعيًا لاحتياجات الفرد النفسية والجسدية والعقلية والفِكرية، لذا أجاز الترويح عن النفس بين الفينة والأخرى بكل ما هو مباحٌ من الألعاب أو زيارة الأصدقاء والأقارب أو ممارسة الهوايات الفردية والجماعية، ومن الأمور التي أولاها الإسلام أهميةً في مجال الترويح عن النفس هو اللعب واختيار الألعاب المباحة كركوب الخيل والرمي والسباحة وزيارة الملاهي والألعاب المصنوعة يدويًّا للأطفال، ومن ناحيةٍ أخرى فإن هناك ألعابًا أجمع العلماء على تحريمها أو كراهيتها ومنها لعبة الشيش.


لعبة الشيش
لعبة الشيش واحدةٌ من أقدم الألعاب التي عُرفت وما زالت حتى اليوم واحدةً من أشهر الألعاب في المنطقة العربية، وهي عبارة عن قطعةٍ من الخشب أو القماش وما شابه مخططة ومقسمة إلى أربعة أقسامٍ، وتجري فيها المنافسة بين لاعبيْن حدًّا أدنى وأربعة لاعبين حدًّا أعلى من خلال رمي حجر النَّرد أو الزهر -وهو عبارة عن مكعب سداسي الأوجه وعلى واحدٍ من أوجهه رقم من 1 إلى 6- ويبدأ اللعب بإلقاء كل لاعبٍ حجر النرد وتحريك ما لديه من دبابيس أو أحجار خاصة باللاعب بمقدار العدد الذي خرج له من رمي الزهر، أي أن الحركة تقوم على الحظ لا على المهارة أو الذكاء، وهكذا ينتقل اللعب بين اللاعبين من نقطة البداية حتى الوصول أولًا إلى نقطة النهاية وبالتالي الفوز في لعبة الشيش. 1)

حكم لعبة الشيش
أجمع علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة على أنّ لعبة الشيش من الألعاب المحرمة عند الأئمة الأربعة حتى إن كانت من غير مقابلٍ ماديٍّ، ووجه التحريم هو استخدام النَّرد أو الزهر في اللعبة، وهذا النوع من الألعاب انتقل إلى العرب أيام الجاهلية من المجوس إذ قام أحد ملوكهم بتصميم لعبة النرد اعتمادًا على عقائد مجوسية يُؤمن بها، ومن هذا المنطلق جاء تحريم كل لعبةٍ مشابهةٍ بلعبة النرد -الطاولة عند عامة الناس- لاعتمادها على الحظ الناجم عن رمي النرد، كما جاء في عددٍ من الأحاديث المتواترة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من لعب بالنَّردِشيرِ، فكأنما صبَغ يدَه في لحمِ خنزيرٍ ودمِه” 2)
ويجدر الإشارة في هذا المقال إلى رأي بعض العلماء القائم على الاجتهاد حول حكم لعبة الشيش؛ إذ قال بعضهم بجواز هذه اللعبة لتنافي شبهها مع لعبة النرد المحرمة في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في طريقة اللعب، وقال بعضهم وإن حصل التشابه طالما لم يُلعب بالنرد نفسه وإنما بما يقوم مقامه من حيث التصميم، أي أنها لا تُشبه النرد فقالوا بجواز هذه اللعبة في حال خلت من العوض أو لم تكن سببًا في الانشغال عن الصلاة والطاعات أو كانت سببًا في إيقاع الخلاف والخصومة بين اللاعبين أو رافقها ممارسة أي مظهرٍ من مظاهر المحرمات أو المكروهات، كما خَلُص هؤلاء العلماء إلى فضيلة البُعد عن الشُّبهات من باب أولى واختيار الألعاب الثابت إباحتها مما لا جدل ولا إشكال فيها عند غالبية أهل العلم​