شرح قصيدة في وصف النيل للشاعر احمد شوقي

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
شرح قصيدة في وصف النيل

2828-cached.jpg


أحمد شوقي

أحمد شوقي وُلد في القاهرة لأبٍ كرديٍّ وأمٍ شركسيةٍ تركيّةٍ سنة 1868، وترعرع في قصر الخديوي إسماعيل تحت رعاية جدته التي كانت تعمل وصيفةً هناك، فعاش معها حياة الثراء والغِنى، حصل على الشهادة العليا في الترجمة ثم سافر إلى فرنسا للحصول على شهادة القانون على نفقة الخديوي توفيق وعاد إلى مصر سنة 1891 وتقلد بعدها عدة وظائف، أما نبوغه الأدبي فظهر في سنٍّ مبكرةٍ إذ طفق الشعر على لسانه حتى بويع بأمارة الشعر من قبل شعراء العرب سنة 1927 كونه أكبر مجددي الشعر العربيّ المعاصر، وألّفَ العديد من المسرحيات والروايات والقصائد الشعرية، وهذا المقال يسلط الضوء على قصيدته في وصف النيل.

شرح قصيدة في وصف النيل

جمعَ أحمد شوقي قصائده في حياتِه في ديوان شعريٍّ أطلقَ عليه اسم الشوقيات بأجزائه الأربعة، وديوان شعرٍ آخر اُطلق عليه اسم الشوقيات المجهولة، وجُمع فيه قصائد أحمد شوقي التي لم تكنْ موجودةً في ديوانه وجُمعت هذه القصائد من قبل الدكتور محمد السربوني، وكانت قصيدته التي وصف فيها نهر النيل إحدى قصائد ديوان الشوقيات المنظومة عموديًّا بالعربية الفصحى والمنتمية إلى بحر الشِّعر المتدارك، وحملت القصيدة اسم النيل العذب هو الكوثر نسبةً إلى الشطر الأول من البيت الأول في القصيدة التي مطلعها:
النيلُ العَذبُ هُوَ الكَوثَر وَالجَنَّةُ شاطِئُهُ الأَخضَر
رَيّانُ الصَفحَةِ وَالمَنظَر ما أَبهى الخُلدَ وَما أَنضَر
البَحرُ الفَيّاضُ القُدسُ الساقي الناسَ وَما غَرَسوا
يبدأ شوقي قصيدته بتشبيه نهر النيل الذي يعبر الأراضي المصريّة وشريان الحياة فيها منذ قديم الأزل بنهر الكوثر في الجنة، وجعل من ضفافه الجنة، ثمّ تتوالى الأبيات في وصف النهر ومنها الصفاء والنقاء والطهارة والبركة والمنفعة للناس بسقياهم هم وغرسهم وأشجارهم وزروعهم، كما أنّ من أفضال هذه النهر على أهل مصر تمكينهم من زراعة القطن الذي اشتُهروا به من زمن الفراعنة حتى اليوم الحاضر، ويُسهب شوقي في تفصيل أثر ماء النهر في زراعة المحاصيل المتعاقبة بحسب الفصول، وفي ختام الوصف يذكر أحمد شوقي جريان النهر وإنصبابه من منبعه الأصلي من بحيرة تانا في دولة أثيوبيا وبالتالي يحمل معه الطمي ذي اللون الأسمر المشابه للون بشرة أهل تلك الأراضي المجاورة لمصر وذاك الطمي يُشبه خليط المسك والعنبر.

شعر عن نهر النيل
لطالما كان هذا النهر منذ قديم الزمان الملهمَ الأوّل لشعراء مصر خاصةً ولباقي الشعراء والأدباء والمفكرين عامةً، فكيف لا وهو منذ عهد الفراعنة واهب الحياة والبقاء والخضرة والجمال والخير الوفير الذي نَعُم به المصريون منذ مئات السنين، كما كتب أحمد شوقي قصيدةً أخرى في هذا النهر سنة 1948 عندما وضع الملك فاروق حجر الأساس لمشروع توليد الطاقة الكهربائية من خزان أسوان، وقد لحن كلمات هذه القصيدة الموسيقار رياض السنباطي وغنتها السيدة أم كلثوم، وقال شوقي فيها:
من أيّ عهد في القرى تتدفق وبأي كف في المدائن تغدق
ومن السماء نزلت أم فجرت من عليا الجنان جداولا تترقرق
وبأي عين أم بأية مزنة أم أي طوفان تفيض وتفهق
وبأي نول أنت ناسج بردة للضفتين جديدها لا يخلق
تسود ديباجا إذا فارقتها فإذا حضرت إخضوضر الإستبرق
في كل آونة تبدل صبغة عجبًا وأنت الصابغ المتأنق
كما ألَّف أحمد شوقي قصيدة باللهجة المصرية العامية في نهر النيل والتي لحَّنها وغناها الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب:
النيل نجاشي
حليوه واسمر
عجب للونه
دهب ومرمر
أرغوله في إيده
يسبِّح لِسيده
حياة بلادنا
يارب زيده
قالت غرامي في فلوكه
وساعة نزهه ع الميه
لمحت ع البعد حمامه
رايحه على الميه وجايه
وقفت أنادى الفلايكي
تعال من فضلك خدنا
رد الفلايكي بصوت ملايكي
قال مرحبا بكم مرحبتين
دى ستنا وانت سِيدنا
هِيلا هوب هيلا
صلّح قلوعك ياريس
هيلا هوب هيلا
جات الفلوكه والملاح
ونزلنا وركبنا
حمامه بيضه بفرد جناح
تودّينا وتجيبنا
ودارت الألحان والراح
وسمعنا وشربنا
هيلا هوب هيلا